رسائل من تحت الأرض دوستويفسكي
أول قراءة لـ دوستوفيسكي.. سوداوية وعميقة
وساخرة وأجدني كما لو أني في جلسة اعترافات مريض نفسي للمشاعر والدوافع التي ينتج عنها أفكاره
وعذاباته وسلوكياته.. سلوكيات الانسان التي يتجاذبها ويسيرها صراع من طرفين متداخلين فهي نابعة ومحكومة
بالارادة والاختيار والوعي من جهة، ومن جهة أخرى محكومة بالبرمجة الفسيولوجية والنفسية والقوانين المحددة المحسوبة..
أعترف أني في أول الأمر بدأت وتوقفت ثم عدت من البداية عدة مرات في عدة أوقات حتى تمكنت أخيراً من ضبط مؤشر الاستيعاب والمزاج على موجة دوستوفيسكي..
لا أستطيع أن ألخص شيء أو أجتزئ شيء محدد منها لكنها رواية بشكل عام تشبه الحوار مع النفس وتترك أثراً.. جميل أسلوبه وهو يكلم نفسه على عدة مستويات تجد أن كل منها قد تناقص الأخرى في كثير من الأحيان حيث على السطح المشاعر الظاهرية ثم يغوص إلى المشاعر الحقيقية وهناك تلك الأسرار المدفونة في اللاوعي..
اسم الرواية وبطلنا الذي يحتقر البشر ويحتقرونه – والذي لا يعطيك خياراً إلا أن تحتقره أو تشفق عليه ومع ذلك لا يريد منك أن تحتقره ولا أن تشفق عليه- ذكرتني بمعلومة أو اشاعة حيث يقال أن الصرصار يقوم بتنظيف نفسه عندما يحتك بالبشر!! النسخة التي قرأت منها الرواية كانت بعنوان مختلف تماماً.. موجودة في المجلد السادس من الأعمال الكاملة هي عبارة عن أول روايتين منه
ليست هذه بالمناسبة نهاية مذكرات هذا الرجل المتناقض , فإنه لم يستطع مقاومة إغراء الكتابه ومضى يكتب ويكتب ولكن يلوح لنا أننا يجب ان نتوقف هنا