رواية نيتوتشكا نيزفانوفا دوستويفسكي
دوستويفسكي في كل مرة أنهي بها كتاب للعظيم دوستويفسكي أحدّق في الحائط لساعة على الأقل، حتى ألمُّ شتات أفكاري وأستجمع شجاعتي لأواجه هذا العالم البائس مرة أخرى، صحيح أن جميع عوالم دوستويفسكي بائسة وشديدة الكآبة، إلا أنني في كل مرة أزداد عجبا، كيف يستطيع هذا الكاتب العظيم، والمائن البشري مثلي، أن ينفذ إلى أعماق روحي بهذه السلاسة؟! كلا، إنه كائن أكثر من بشري، نعم إنه كذلك. حتى هذا العمل الذي لم يكمله كان رائع، دوستو لا يكتب سوى الرائع
تحكي لنا الرواية في مجملها عن الطفلة نيتوتشكا التي عاشت طفولتها مفتقدة للرعاية السليمة ولعاطفة الحنان،، فقدت والدها في عمر السنتان،، لتنشأ في كنف أمها الكادحة وزوج أمها السكير الذي كان يعاني من جنون العظمة حيث كان يردد دائماً أن موت زوجته هو السبيل الوحيد لمجده وعودته إلى العزف على الكمان.. تظهر العقدة في القصة حين تصل إليه بطاقة دعوة من أحد الأمراء فتظن الزوجة أن مجده اقترب وموتها قد حان طبقاً لخيال زوجها،، فسيطر عليها الهاجس وماتت فعلاً،، حتى إذا ما اكتشف ذلك أسرع الزوج إلى العزف على الكمان لبدء مجده فتفاجأ بفتور موهبته وتبخر عظمته،،
هناك بعض الشخصيات التي لعبت دوراً كان يبدو جوهرياً لكنها لم تكمل دورها بالنهاية،، كما أن هناك الكثير من الأحداث التي بدت لأول وهلة أنها غير عرضيةوكان من الممكن أن تفتح أبواب لأحداث أخرى إلا أنها لم تكتمل،، لو كان بيد دوستويفسكي أن يكملها لكانت واحدة من تلك الروايات شديدة الحبكة،، فهناك الكثير جداً مما وراء الأحداث والشخصيات،، أشعر بالسوء حيال ذلك