رواية ثاني اثنين-أدهم شرقاوي - أنا دوستويفسكي

رواية ثاني اثنين-أدهم شرقاوي

 رواية ثاني اثنين-أدهم شرقاوي

عندما ينتهي الأنبياءُ يبدأ أبو بكر
وعندما ينتهي أبو بكر يبدأ النَّاس!
هكذا هو فئة وحده
أدنى من الأنبياء قليلاً
وأعلى من النَّاسِ كثيراً
لا يُشبه أحداً ولا يشبهه أحد
نموذج فريد مُعَدٌّ بإتقانٍ ليكون صِدِّيقَ هذه الأمة
وأتى من بعيدٍ تفوحُ منه رائحة الصحراء…
عربيٌ خالص لا شِية فيه!
نحيلٌ كأنه سُنبلة قمح!
دقيق السَّاقين كأنه عدَّاء، ولكن ثمة شيء فيه يخبرك أنَّ له سِباقاً غير سباقات النّاس!
وجهه أبيض نجا من شمس الصحراء بأعجوبة!
ظهره فيه انحناء قليل كأنّه كان يحملُ شيئاً ثقيلاً على كتفيه طوال عمره، ولكن نظراته الثاقبة تخبرك أن هذا الحِمل لم يكن بإمكان غيره أن يحمله!
لحيته مخضوبة بحناء مائلة إلى الحُمرة كأنَّ الشمس لحظة المغيب لم تجد لها مأوى غيرها!
ثيابه بالية، ولكن الرجل عليه مسحة عراقة التاريخ!
أردتُ أن أسأله: من أنتَ؟!
ولكن ثمة رجال تفقِدُ لغتكَ في حضرتهم، وقد كان واحداً منهم!
أطلتُ النظر إليه وصمتي يُكبلني، وفضولي يقتلني لأعرف من هو ولكنه أزاح عني كل هذا حين قال: لكَ السَّلام.
صوته عذب كأن الحروف تخرج من حِجر إسماعيل لا من فمه، فيه رِقَّة كدعوات الأمهات، وخشوع كتلاوة سورة الرحمن!


download






لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال

للمزيد من الكتب
لاتنسى متابعتي على الفيسبوك
حسناً