رواية المزدوج دوستويفسكي - أنا دوستويفسكي

رواية المزدوج دوستويفسكي

 رواية المزدوج دوستويفسكي

 دوستويفسكي صدرت رواية “المزدَوَج”، العمل الثاني لدوستويفكسي، أوائل عام 1846 أي
أياماً فقط بعد النجاح الكبير الذي حققته رواية “الفقراء”. ويطرح هذا الكتاب موضوع الجنون، وهو أحد المواضيع الأثيرة لدى دوستويفسكي في رواياته الكبرى اللاحقة.
تصوِّر لنا هذه الرواية الصراع الداخلي الذي يعتمل في نفس ياكوف بتروفيتش غوليادكين، موظف في إحدى إدارات
مدينة بطرسبورغ انقلبت حياته رأساً على عقب عند ظهور شخص يشبهه تماماً، ويكيد له ويحتل شيئاً فشيئاً
مكانته في العمل والمنزل، إلى أن يدفع بحياته إلى الانهيار التام. ولعلّ أهم ما أثّر في السيد غوليادكين وأثار دهشته أن الناس من حوله،
وعلى رأسهم رئيسه في العمل وخادمه بتروشكا، لم يبدُ عليهم أنهم صُدموا بظهور هذا الشبيه، واعتبروه مجرد رجل يشبهه وعاملوه على هذا الأساس.
 
إن اعتماد دوستويفسكي على تقنية الحوار الداخلي بشكلٍ مكثّف في هذه الرواية مكّنه من أن يسبر أغوار
شخصية بطله، وأن يتغلغل في نفسيته التي غيّرها دخول هذا الآخر، مكرّساً بذلك عبقريته في تحليل النفس الإنسانية،
حيث قال عنه نيتشه: “دوستويفسكي هو الكاتب الوحيد الذي تعلمتُ منه شيئاً من علم النفس”.
على الرغم من أن رواية “المزدَوَج” ليست من أعمال دوستويفكسي الأكثر شهرة، إلّا أنها تُعتبر الحجر الأساس
في أسلوبه المتفرّد، حتى أن فلاديمير نابوكوف قال إنها “أعظم كتاب كتبه دوستويفكسي”.
أن تكون تلك الرواية هي ثاني أعمال كاتب ، فكيف تكون إذاً روايته حينما يكون له اسماً ونضوجاً
دوستويفسكي يبرع في هذه الرواية التي ألهمت كثيراً من كتبوا وألفوا روايات وأفلام عن أشخاص مصابين بالفصام
وحتي أنك لا تستطيع الجزم بأن البطل فعلاً مصاب بالفصام ، فنهاية تلك الرواية المفتوحة تترك لك كل التصورات والإفتراضات ولتحسب ما تحسب
أكتسبت الرواية رونقها من خلال إعتمادها علي إظهار الحوارات الداخلية والصراع الذي يشوب نفس البطل ،
صاغه لنا دوستويفسكي علي شكل جمل حوارية وهو شئ ربما عابه عليه المعاصرون ، ولكن الآن في عصرنا أدركنا براعة
تلك الحبكة من دوستويفسكي وكيف يتسني لها أن تجعلنا أن نطلع علي ما يختلج في نفس البطل من مشاعر وظنون وآراء
المزدوج واحدة من تلك الروايات الدوستويفسكية التي يختلط فيها الجنون والألم والمرض والبكاء ، بالضحك ، نعم الضحك

رواية المزدوج – دوستويفسكي

كوميديا دوستويفسكي السوداء تنتشر في كل فصل من فصول الرواية ، قدرته علي الوصف تمنحني القدرة
علي تخيل المشهد ، ولا أبالغ علي سماع الحوارات بنبرات أصوات في رأسي ، فيستطيع أن يصور لك سخرية الموقف ، وشعور ذلك الرجل الذي يظن أن الجميع يتآمر عليه ، فتضحك
علي أيضاً الثناء علي ترجمة ” الجيلالي مويري ” وما تضمنته من حواش أوضحت كثير من المسائل والأحداث أعتقد أني كنت سأتوه في تلك الرواية دون لفت النظر إليها ..
كالعادة أقرأ لدوستويفسكي ولا يخذلني ، دوستويفسكي كاتب بارع خلقه الله ليكتب ، وليمتع البشر ، وليعرفهم علي أنفسهم ،
فسبر أغوار النفس البشرية والإهتمام بالباطن في تاريخي مع القراءة لم أجد شخص أبرع في التعامل معها من دوستويفسكي












لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال

للمزيد من الكتب
لاتنسى متابعتي على الفيسبوك
حسناً